لطالما ارتبط مسمى التنين بالكائنات الخيالية العملاقة التي تنفخ النار وتطير في السماء وضربة من ذيلها العملاق كفيلة باسقاط البيت على ساكنيه، لا اعرف كيف أطلق اول من رأى هذا الكائن الوديع الذي من الممكن ان يتسع في فنجان قهوتي الكبير ، لا يملك لنفسه ان يحرك جسده بحرية ويكتفي بالتماشي مع التيارات المائية تسوقه اينما جرت، كيف خطر ببال من رأه أن يسميه تنيناً؟
تنين البحر العشبي وهو احد اقارب حصان البحر الذي قد لا يتجاوز طوله النصف متر له زعانف رقيقة وصغيرة وضعيفة بالكاد توجهه في الماء، ولا يملك ما يمكنه من التعلق بالاعشاب البحرية فهو سمكة صغيرة تكتفي بالتماشي مع التيارات في جنوب وشرق استراليا، وهذا الكائن له من الصفات العجيبة حيث انه على عكس اغلب الكائنات الحية فالذكر هو مستقبل البويضات في عمليات التزاوج حيث يملك ذكر تنين البحر العشبي حويصلات اسفنجية في ذيله تمكنه من استقبال وتخزين البويضات ثم حملها لاسابيع حتى تفقس ويخرج منها تنانين صغيرة اخرى تتماشى مع التيار.
ويفقس لتنين البحر العشبي هذا ما يقارب 250 تنيناً صغيراً كل مرة – هذا اذا حمل الرجال وتعيرنا بنات حوا بحمل طفل واحد !- ولكنه رغم هذه الاعداد الكبيرة يعتبر من الحيوانات القريبة من خطر الانقراض حيث يموت من صغاره ما يقارب 60% .
وهو كائن يعيش وحيدا ويفضل العزلة ويتواجد في ازواج في فصل الصيف بهدف التكاثر ، وهو ايضاً نادرا ما يتكاثر في الأسر ويبحث العلماء عن الظروف الطبيعية المناسبة التي يجب ان تتوفر بالأحواض لمساعدته على التكاثر في الاسر.
وهنا نعود لنسأل كيف خطر على بال مكتشفه تسميته تنيناً أهو شكله الانسيابي أم ألوانه البراقة أو ربما حين رأه ظنه صغير تنيناً سيكبر يوما ليضرب سفينة بذيله فيغرقها؟!