لطالما تخيلنا في الطفولة الكائنات الصغيرة التي تبني بيوتا مخفية في الحديقة من الاخشاب والاوراق وتجلس في بيتها تشرب الشاي امام المدفئة التي يتصاعد دخانها من اعلى المنزل الصغير، ولكن لربما جاءت هذه الخيلات من صور واقعية رأيناها وحولها عقلنا الباطن لقصص وخيالات الطفولة الجميلة ، حتماً بيوت يرقات العث هي جزء كبير من هذه الخيالات، هذه المخلوقات الصغيرة التي تبني بيوتها بدقة واتقان اعظم المهندسين يكاد الناظر ان يظن انها ابداع مصمم بالحاسوب او متلاعب ماهر بالفوتوشوب .
تعيش يرقات العثة الكيسية -هكذا اسمها العلمي- في معظم انحاء العالم وتعرف بعضها عن بعض بطريقة بنائها لشرنقتها التي تبدأ ببنائها منذ لحظة فقسها من البيضة حتى نضوجها واغلاقها الشرنقة على نفسها ، قادرة هي واخواتها على التهام شجرة عملاقة حتى اخر ورقة.
والغريب ان الذكور الناضجة من هذه الفصيلة ينمو لها اجنحة وتغادر الشرنقة بينما الاناث فلا ينمو لها اجنحة وتتخذ من الشرنقة الدقيقة الصنع بيتا لها حتى انتهاء حياتها.