#قصة_05:
كم من مرة أخبرتكم أني لست بخير….
لم يصدقني أحد….
ترد زوجتي منيرة فتقول :
– تقول هذا فقط لأنك تفضل النوم على البقاء معي .
ويرد صديقي جميل فيقول :
– أنت تريد أن تبعد العين والحسد عن نفسك.
ويرد مديري في العمل فيقول :
– كلنا لسنا بخير، فلا تحاول رمي الحمل على زملائك .
ردود كثيرة ومختلفة عن بعضها، ولكنها كلها تصبّ في مرمى واحد ….
– أمرك لا يهمنا…
آسف نسيت أن أعرفكم بنفسي …
أنا جلال…
موظف عادي…
ولدت ولادة عادية…
وعشت طفولة عادية….
ومراهقة عادية….
وكبرت كأي شاب عادي
وتزوجت زواجا عاديا…
و ها أنا الآن على فراش الموت…
لم يبق من حياتي سوى دقائق خمس…
ولا أعلم حتى إن كنت سأستطيع النطق بالشهادتين…
يقف عند باب غرفتي بالمستشفى الآن، كل من زوجتي وأمي وصديقي ومديري في العمل، يرددون جملة واحدة….
– لقد فاجأه المرض، لم يخبرنا يوما أنه يعاني من شيء…
كلهم يكذب على الآخر…
يحاولون إخفاء أنهم لم يشعروا بمن كان أمامهم يعاني في كل يوم وكل لحظة…
أعلم أنك تتعجب الآن…
تقول في نفسك: كيف لمن لا يستطيع أن ينطق عبارة “لا إله إلا الله” التي لا يستعمل فيها إلا لسانه أن يكلمني بهذه الطلاقة!
لا تتعجب يا أخي …
ولا تكذبني كما فعل الذين يقفون أمام غرفة الإنعاش الآن…
فأنا الآن أتكلم بلسانك أنت ،ولسانك أنت سيدتي…
أنا كلكم…
أعاني كما تعانون….
يحيط بي من يحيطون بكم…
الفرق بيني وبينكم فقط أني أفارق الحياة في هذه الدقيقة…
بينما أنتم قد فارقتموها من قبل….
قد فارقت قلوبكم الدنيا…
وبقيت فقط أجسادكم تتحرك…
و رؤوسكم منحنية طوال الوقت تتطلّع إلى منشورات لأشخاص آخرين يقولون كذبا أنهم لا يزالون على قيد الحياة…
أتعلم يا أخي…
الكلام طويييييل جدا في هذا الموضوع
ولكن للأسف….
فجأة، استقام منحنى نبضات قلب المريض ليخرج الطبيب بعد انتظار طويل، ويخبر الكذابين الذين يقفون أمام غرفة الإنعاش :
-آسف… لقد فقدنا مريضكم.
قصة خمس دقائق