قصة 41

بينما يجول باسم مراسل قناة الشروق بين أحضان الشوارع
يبحث عمّن يحكي له قصة من المجتمع تستحق أن تُذكر ، ليبني بها لبنات حلقته “حروف من مجتمع” ، وقعت عيناه على امرأة أبعينية السنّ بيضاء اللون طويلة ليس في وجهها مايشوب جمالها، لا تضع الماكياج وكأنها ليست ممن لازلن يطمعن في اصطياد رجل ..
ذهب اليها باسم مسرعا…
-صباح الخير سيدتي
-صباح الخير
-أنت الآن سيدتي أمام كاميرا برنامج “حروف من مجتمع” فهل لك أن تحكي لنا حكاية حدثت معك ولا زلت تعيشين أثرها في حياتك؟؟
فجأة اتسعت عينا  نهلة الأربعينية وكٱنها تذكرت حادثة لا يمكنها ان تنساها حتى تدفن…
-حسنا سيدي، سأروي لك قصة واحكم أنت لنفسك لا أدري كيف ستصنّفها جميلة؟ حزينة؟ الامر عائد إليك …
طرق الباب ذات يومٍ رجل…
-نعم، ماذا تريد؟؟
-أنا أحمد
-وماذا تريد يا سي أحمد
-ألن تقول لي تفضل أولا
-مم تفضل ..
ودخلا معا  الى الصالون
-نعم سي احمد
-من الاخر انا احمد ، أعمل عون شباك بمركز البريد عمري 28 سنة، جئت لأطلب يد كريمتكم على سنة الله ورسوله.
ضيق الوالد عينيه فجأة ثم قال :
-مم قلت لي عون شباك !!
-نعم  سيدي
– أتعلم ابنتي ماذا تعمل؟؟
-نعم أعلم
-وهل من العقل ان تتساوى الطبيبة و العون ؟
-ولكن نحن نتبع السيرة و الاخلاق سيدي وليس العمل
-هذا الكلام لا يغني من جوع، تدرس ابنتي سبع سنوات وتسهر الليالي وتسعى وراء النجاح لتفطر اليوم على عون شباك!!

هل لك أن تخبرني كم تتقاضى شهريّاً ؟ هل لك ان تخبرني ان كان لك دخل آخر يضمن عيشة كريمة؟ ام لديك سكن مريح يليق بابنتي، ام انك ستقول لي امي عجوز مريضة تحتاج من يتكفل بها
-لا داعي سيدي لذكر الام فهي ميتة منذ زمن .
-ألم يخبرك الذي دلّك  على ابنتي انها هي ايضا يتيمة الام ، منذ نعومة أظفارها وانا اجاهد الجوع الكافر لتشبع ابنتي وتكبر وتصبح امرأة يستحي اللسان ان يذكرها بشر …
وتأتي أنت ببساطة لتقول لها بعد شهر من زواجكما لتقول لها ساعديني فراتبي توفي قبل ايام، اسف يا بنيّ فأنا احتاج الى راتب ابنتي اكثر من اي رجل آخر ..
-حسنا سيدي، متأسف لأنني طرقت بابكم.

سكتت نهلة برهة لتجد باسم سارحاً في كلامها وكأنه عاش ماعاشته صاحبة القصة لتقول له نهلة :
أيمكن أن تسامح الابنة أباها على  مقدار فعله بها طمعا في  راتبها ؟ وكأنها كانت ستهمل الذي رباها لو تزوجت
صمتت لبرهةٍ تتأمل في الارض مليّاً ، ثم رفعت رأسها أمام المراسل  وقالت :أقول لك أيضا سيدي …
ارجوك لا تعرض القصة للناس، فقصتي ليست للبيع..
انسحبت بهدوء وسط ذهول المراسل ، والتفتت تلقي عليه نظرة أخيرة وكأنها تقول  لاتجزع يا باسل فأمثال نهلة كثُر على هذه الأرض

المزيد
الفصل الاول : شمس، أزهار على حافة ثقب أسود

 نادها صوت ضاحك من خلفها : شمس ألم يكن أسهل لو انك صعدت السلّم ؟!  التفت إلى مصدر الصوت لتجد Read more

الفصل الثاني: فاضل ، أزهار على حافة ثقب أسود

استدارت بعد ان كانت قد مسحت بقايا دموعٍ من عينيها ، وقالت : لا عليك الذنب ذنبي ، لم يكن Read more

قصة خمس دقائق

#قصة_05: كم من مرة أخبرتكم أني لست بخير.... لم يصدقني أحد.... ترد زوجتي منيرة فتقول : - تقول هذا فقط Read more

مقايضة (شعر حر)

#_مُقايَضة الحِذاءُ الْمُتَّسِخْ هاتفي الْمكسور سيارتي المعطَّلَة والدَّواوينِ التي لم أقرَأها مُكَدَّسَةً في أركانِ منزلي... لا تَصْنَعُ الأشياءُ الْمُسْتَقرَّةُ حولي Read more