مروان خرج مروان من غرفة النّوم إلى بهو الجناح الكبير، دار بعينيه في المكان الّذي ازدحم بقطع أثاثٍ مميّزة ،تضفي على الصّالة فخامةً كقصور السلاطين ،استرعت انتباهه […]
التصنيف: أزهار على حافة ثقبٍ أسود
شمس عشرات الخطوات تسير متسارعةً باتّجاهٍ واحد فوق صفحة الشارع الزّلقة المغطّاة بالطين الأحمر ، الضباب يلفّ المكان، والمطر ينهمر بغزارةٍ وكأنما هو كذلك منذ دهر. مشت مع […]
مروان كادت قدماي تزلّان أكثر من مرّة وأنا أصعد السلالم المغطّاة بالديباج الأحمر نحو الطابق الثاني ، بينما تتوسّد شمس ذراعي تجرّ نفسها بخطواتٍ هزيلةٍ تآكلها الخوف، وهي […]
شمس تحت رعاية السيدة أنيسة مرزوقي رئيسة اتّحاد الكتّاب المغربيين ، والسيد فاضل بن رويسي رئيس مؤسسة “الطّيف الأزرق” للإنتاج الفنّيّ والدّعاية والإعلان ، نتشرف بحضور الضيوف […]
عادت به الذاكرة إلى عمر الثامنة ، تحديداً إلى الشارع الطيني غير المعبّد أمام منزله في أحد الاحياء الفقيرة في الدار البيضاء ، كان الوقت ظهراً عندما كان يلعب كعادته مع أبناء الجيران الّذين يكبرونه سنّاً ، في الحقيقة لم يكن يشاركهم في لعب الكرة ، كان هناك يقسم نفسه بين طرفي الشارع حيث يلعب الفريقان آخذاً بالجري خلف الكرة كلما اتجهت إلى احد الشّقين دون أي يكون قادراً على إدراكها أو لمسها ، وعندما يستبدّ به التعب كان يجلس على الطين باكياً ، وسط ضحكات الأولاد وصراخ أمّه التي أنّبته للمرة الالف بسبب لعبه حافي القدمين .
استدارت بعد ان كانت قد مسحت بقايا دموعٍ من عينيها ، وقالت : لا عليك الذنب ذنبي ، لم يكن علي توقع مكانٍ خال ٍ بالمطلق حتى في هذا الصباح الباكر .
-هل وصف لك طبيبك النفسي هواء الصباح والشمس انت أيضاً ؟؟ ((ما هذا الذي أقوله؟))
-ماذا؟؟ أي طبيب ؟؟
-أعني .. كنت قد رأيتك تبكين (توقّف ما شانك انت بها لماذا تستمر في هذا الحوار الغريب)
-وهل البكاء حكر على المرضى النفسيين ؟؟
-اطلاقا لم أقصد ذلك ، انا مريض ومع ذلك لا أبكي .
-أنت مريض نفسي ؟؟
-(ترددت) …هذا ما يقوله الطبيب والناس على الأقل
-وما شأنك بكل هؤلاء ليقرروا عنك ، انت ماذا تظن ؟
-ماذا اظن في ماذا ؟؟
عن نفسك ، أأنت مريض ام لا ؟؟
تفاجأت بقدرتها السريعة على اقتحام جدران حياتي دون ان تطرق الباب حتى .
-انا؟؟ لا ادري كل ما اعرفه أني لم اعد الشخص الذي كنت اعرفه .
نادها صوت ضاحك من خلفها : شمس ألم يكن أسهل لو انك صعدت السلّم ؟!
التفت إلى مصدر الصوت لتجد شاباً عشريناً أسمر وسيما يقطف حبّات الزيتون بمهارة وهو يقف بثبات على سلّم خشبي طويل ، تسمّرت في مكانها وهي ترمق الشّاب بملامحه المألوفة .
أكمل كلامه : انتبهي جيدا لا نريد ان نضيع أي حبّة الموسم ضعيف هذا العا ..
وقبل أن يكمل عبارته كانت قدمها قد انزلقت عن الجذع الذي كانت تقف عليه ،ليفقد جسدها اتزانه وتسقط مرتطمة بالأرض بقوة .